06/09/2025 | Press release | Archived content
تُدين مراسلون بلا حدود بأشد العبارات اعتقال الصحفيَين الفرنسيَين، يانيس محمدي من موقع بلاست الإخباري المستقل، وعمر فياض، مراسل قناة الجزيرة، حيث كان كلاهما على متن السفينة مادلين الإنسانية، والتي اعترضها الجيش الإسرائيلي ليلة الاثنين 9 يونيو/حزيران 2025 في المياه الدولية، علماً أن أخبار الصحفيَين الاثنين لا تزال منقطعة منذ ذلك الحين.
في ليلة الاثنين 9 يونيو/حزيران، انقطع الاتصال بطاقم السفينة مادلين، وذلك بعد بضع دقائق من التدوينة التي نشرها الصحفي الفرنسي يانيس محمدي (من موقع بلاست الإخباري المستقل) على حسابه الشخصي في منصة X (تويتر سابقاً)، حيث جاء في المنشور: "أنا صحفي... وقد بات اعتقالي على يد الجيش الإسرائيلي أمراً وشيكاً. أدعو جميع الصحفيين إلى التعبئة".
وبُعد فقدان الاتصال بالسفينة، أكد الجيش الإسرائيلي أن جنوده تمكنوا من "الصعود" على متن مادلين، بينما رحَّب وزير الدفاع الإسرائيلي في تدوينة على منصة X بما وصفه "الاستيلاء السلس والآمن" على السفينة. من جهته، حثَّ وزير الخارجية "الركاب على العودة إلى بلدانهم الأصلية".
هذا وقد أكدت إدارة موقع بلاست اليوم أنها لم تتلق بعد أي أخبار عن الطاقم.
يُذكر أن يانيس محمديومراسل قناة الجزيرة عمر فياضكانا قد صعدا على متن السفينة لدى مغادرتها اليابسة بتاريخ 1 يونيو/حزيران وذلك بهدف تغطية فعاليات مبادرة تحالف أسطول الحرية التي تتوخى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة وجذب الانتباه الدولي إلى الأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع الفلسطيني المدمَّر.
"إن الصعود على متن سفينة مدنية في المياه الدولية لاعتراض طاقم يضم صحفيَين فرنسيَين يوثقان هذه المبادرة الإنسانية السلمية ليس بالعمل غير القانوني فحسب، بل إنه يشكل أيضاً خرقاً خطيراً للقانون الدولي وانتهاكاً سافراً لحرية الصحافة. وإذ تدعو مراسلون بلا حدود السلطات الفرنسية إلى التدخل على وجه السرعة لمعرفة مكان وجودهما وضمان الإفراج عنهما، فإنها تطالب المجتمع الدولي بتوجيه أشد عبارات الإدانة لهذا الهجوم الجديد على الصحافة".
منذ بداية حربه على قطاع غزة، قَتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 صحفي فلسطيني، من بينهم 45 على الأقل قتلوا بسبب عملهم، كما تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع الفلسطيني المدمَّر، الذي تمنع على الصحفيين الدوليين الدخول إليه. هذا وقد دعتمراسلون بلا حدود المجتمع الدولي مراراً وتكراراً، إلى جانب أكثر من 150 منظمة ووسيلة إعلامية، لممارسة كل الضغوط الممكنة على حكومة نتنياهو لحملها على فتح غزة أمام وسائل الإعلام الدولية من جهة، وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين الفلسطينيين من جهة ثانية. كما رَفعت المنظمة ما لا يقل عن أربع شكاوىإلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب المرتكَبة بحق الصحفيين في غزة، داعية في الوقت ذاته إلى الاعتراف بهمكضحايا في الإجراءات القانونية الدولية الجارية، مع المطالبة بحمايتهم. وعلاوة على ذلك، تدعممراسلون بلا حدود الصحفيين الفلسطينيين المتواجدين على الميدان، وخاصة في غزة، من خلال شراكات ملموسة مع منظمات محلية مثل شبكة "مراسلون عرب من أجل صحافة استقصائية" (أريج).