RSF - Reporters sans frontières

09/22/2025 | Press release | Distributed by Public on 09/23/2025 05:02

غزة: شمال القطاع يقضي 48 ساعة في عزلة إعلامية تامة بسبب القصف الإسرائيلي

بين يومي 16 و18 سبتمبر/أيلول، ظل شمال غزة بدون إنترنت لما يقرب من 48 ساعة بسبب القصف الإسرائيلي على البنية التحتية لخدمات الاتصالات، مما ترك أهالي المنطقة في عزلة إعلامية تامة عن العالم الخارجي. وفيما يلي، تستقي مراسلون بلا حدود شهادات أربعة صحفيين عن اليومين اللذين قضاهما السكان من دون أي إمكانية للتواصل، مما ترك الفاعلين الإعلاميين عاجزين تماماً عن نقل صورة الأحداث الجارية ميدانياً في القطاع الفلسطيني المُدمَّر والمحاصَر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي هذا الصدد، تستنكر مراسلون بلا حدود الهجمات الإسرائيلية التي تزيد من عزلة غزة وتحول دون تدفق المعلومات.

"لقد بات انقطاع الاتصالات جزءاً لا يتجزأ من تداعيات الهجمات اليومية التي تطال الصحفيين في غزة، وسط ما يشهده القطاع من حصار وأزمة إنسانية رهيبة، حيث قَتَل الجيش الإسرائيلي ما يزيد عن 210 من الفاعلين الإعلاميين. ذلك أن قصف البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية يحول دون إمكانية الإخبار عن الغارات والمجازر التي تعقب تعطيل هذه الشبكات والخدمات ذات الصلة؛ فمن خلال حرمان الصحفيين من وسائل التواصل، تعمل هذه الهجمات على عرقلة عملهم وحرمان المواطنين من الاطلاع على المعلومات. ولذا فإنه من الواجب أن يكون بوسع الصحفيين امتلاك الوسائل اللازمة للعمل والتواصل، كما ينص على ذلك القانون الدولي، الذي يتمادى الجيش الإسرائيلي في خرقه والاستخفاف به".

جوناثان داغر
مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود

في تصريح لمنظمة مراسلون بلا حدود من شمال غزة، قال الصحفي رامي أبو جاموس، المتعاون مع الموقع الإخباري الفرنسي Orient XXI: "عندما يقطعون عنَّا الاتصالات، فإننا لا نملك أي وسيلة لمعرفة ما يجري... فعندما يفرضون تعتيماً من هذا القبيل، نعرف أن الكارثة وشيكة... وفجأة يُسمع دوي انفجار يهتز معه المبنى، لكننا لا نعرف ما يحدث بالضبط، ولا من أصيب جرَّاء القصف، لأننا ببساطة لا نمتلك أي معلومات".

ففي 17 سبتمبر/أيلول، توقف هذا الصحفي الشهير المتخصص في تغطية الحروب، والحائز على نسخة 2024 من جائزة بايو كالفادوس ـ نورماندي لمراسلي الحرب، فجأة عن التواصل عبر مجموعة "Gaza Vie" على واتساب، والتي يشرف بنفسه على إدارتها، وهي عبارة عن منصة تتيح له تبادل المعلومات مع صحفيين آخرين من مختلف أنحاء العالم، إذ كانت غارات إسرائيلية قد استهدفت للتو البنية التحتية لشركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، مما أدى إلى قطع خدمة الإنترنت عن سكان شمال غزة.

وخلال الساعات التي تلت ذلك الانقطاع، تعرّضت المناطق السكنية في شمال المدينة لقصف مكثّف وفقاً للمعلومات التي توصلت إليها مراسلون بلا حدود، مما ترك الصحفيين عاجزين تماماً عن نقل صورة الأحداث الجارية ميدانياً فور وقوعها، خلافاً لما يفعلونه عادة.

وفي مكالمة هاتفية مع منظمة مراسلون بلا حدود، والتي تخللتها بعض الانقطاعات في إطار شبكة اتصال استُعيدت جزئياً منذ مساء الخميس وإن كانت لا تزال غير مستقرة، قال خضر الزعنون، المتعاون مع وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" وقناة سي إن إن الأميركية: "إننا نعتمد بالأساس على الهوائيات ومحطات إعادة الإرسال المثبتة فوق الأبراج العالية وعلى أسطح المباني، ولذا فإننا نفقد الاتصال بشكل تام كُلما ضُربت تلك الأبراج والمباني، وهذا يؤثر على عمل الصحفيين بشكل كبير، إذ لم يعد بإمكاننا التواصل مع زملائنا ومصادرنا داخل غزة، بينما لا يمكننا إرسال أي صور أو مقاطع فيديو إلى الخارج".

ينحدر هذا الصحفي الفلسطيني من تل الهوى، في جنوب غزة، وقد اضطر إلى مغادرة منزله مع عائلته يوم 18 سبتمبر/أيلول، في أعقاب ما طال المنطقة من دمار وخراب جرَّاء "الغارات المتتالية والمركبات المفخَّخة ووالقصف المستهدَف عبر المُسيَّرات"، كما وَصف في معرض حديثه لمنظمة مراسلون بلا حدود.

خارج غزة، نقص حاد في المعلومات

في ظل الحصار المفروض على غزة، تعتمد وسائل الإعلام الأجنبية بالكامل على ما تتلقاه من معلومات عن طريق المراسلين والصحفيين المحليين. وفي هذا الصدد، تقول مراسِلة منظمة مراسلون بلا حدود في غزة عُلا الزعنون، التي تُعد من بين الصحفيين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من القطاع في مارس/آذار 2024، علماً أنها تقيم حالياً في القاهرة: "على مدى يومين، لم أتمكن من الحصول على أي معلومات. فقد أخبرني مصدري أن الجيش قصف مكاناً ما، لكنه لم يكن يعرف أين وقع ذلك بالضبط... أخبرني أنه سمع انفجاراً، لكننا تلقينا المعلومات في وقت متأخر جداً، وبدون صور بالطبع". من جهتها، أشارت ماري جو صادرإلى صعوبات مماثلة، حيث قالت الصحفية المستقلة التي تغطي أخبار غزة من فرنسا: "كان من الصعب التواصل مع الجميع من خلال الوسائل المعتادة، وعندما تمكنتُ من التواصل مع البعض، أكدوا لي أنهم لا يعرفون ما يجري، حتى في حيهم".

ورداً على سؤال منظمة مراسلون بلا حدود عن انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي سبق القصف في شمال غزة، قال متحدثٌ باسم الجيش الإسرائيلي إن ذلك ناتج عن "عطل تقني"، مضيفاً أنه "تم إصلاحه في وقت لاحق".

يُذكر أن إسرائيل تفرض حصاراً مطبقاً على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما حال دون تمكُّن وسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع الفلسطيني بشكل مستقل، إذ وثَّقت مراسلون بلا حدود مقتل أكثر من 210 صحفيين في غزة على يد الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الأربع الماضية، علماً أن المنظمة لديها أدلة على أن ما لا يقل عن 56 من هؤلاء الصحفيين القتلىقد استُهدفوا عمداًمن قبل الجيش الإسرائيلي أو لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم. هذا وقد رَفَعت مراسلون بلا حدود في غضون عامين ما لا يقل عن أربع شكاوىإلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني المحاصَر.

المغرب العربي - الشرق الأوسط
فلسطين
Découvrir le pays
Image
163/ 180
٢٧٫٤١ :مجموع
المغرب العربي - الشرق الأوسط
إسرائيل
Découvrir le pays
Image
112/ 180
٥١٫٠٥٥ :مجموع
نُشر في22.09.2025
  • المغرب العربي - الشرق الأوسط
  • فلسطين
  • تضليل إعلامي ودعاية
  • أشكال العنف ضدّ الصحفيين
  • أحداث الساعة
  • حرية الحصول على المعلومات
  • التهديدات
RSF - Reporters sans frontières published this content on September 22, 2025, and is solely responsible for the information contained herein. Distributed via Public Technologies (PUBT), unedited and unaltered, on September 23, 2025 at 11:02 UTC. If you believe the information included in the content is inaccurate or outdated and requires editing or removal, please contact us at [email protected]